قصة عن آفة من افات اللسان ، الغيبة

قصة عن آفة من آفات اللسان: الغيبة

قصة 

الغيبة، تلك الآفة الخبيثة التي تتسلل إلى القلوب وتفسد العلاقات، هي موضوع حديثنا اليوم. سنروي قصة تعكس خطورة الغيبة وأثرها المدمر على الفرد والمجتمع، لتكون عبرة وعظة لمن يريد أن يتجنب الوقوع في هذا الذنب العظيم.

أبطال قصتنا: ثلاثة أصدقاء

كان هناك ثلاثة أصدقاء: أحمد، ومحمد، وعلي، تربطهم علاقة صداقة قوية منذ الطفولة. كانوا يتشاركون كل شيء: أفراحهم وأحزانهم، آمالهم وطموحاتهم. لكن، سرعان ما تسللت الغيبة إلى علاقتهم، لتبدأ بذرة الشرّ بالنموّ.

بداية النهاية: كلمة طائشة

في يوم من الأيام، تجمع الأصدقاء الثلاثة في جلسة ودية، فبدأ أحمد يتحدث عن علي، بصورة غير لائقة، مُتَجَاوِزاً حدود الأدب، مُطلقاً بعض الكلمات السلبية عن علي. لم يتدخل محمد، مُفضلاً الصمت على مواجهة صديقه، مما زاد من غضب أحمد وتماديه في الغيبة. هذه الكلمات الطائشة، تلك الكلمات التي بدأت كحديث عابر، كانت بمثابة بداية النهاية لعلاقتهم.

تطور الأحداث: نمو الشكوك

انتشرت الكلمات كالنار في الهشيم، وصلت إلى علي، مُسببة له جرحاً عميقاً في نفسه. بدأ يشعر بالاستياء والحزن، فلم يعد يثق بأصدقائه كما كان من قبل. بدأ الشك يتسلل إلى قلوبهم جميعاً، فلم يعد هناك ثقة متبادلة، ولم تعد هناك تلك الألفة والودّ التي كانت تجمعهم. لقد دمرت الغيبة علاقاتهم، وحولت الصداقة إلى عداوة.

مآلات القصة: دروس مُستفادة

انتهى المطاف بهؤلاء الأصدقاء مُتفرقين، بعد أن كانت تجمعهم علاقة قوية قائمة على المودة والاحترام. لقد دفعتهم الغيبة إلى طريق الانفصال، مُفقدة إياهم نعمة الصداقة الحقيقية. هذه القصة تُلخّص حجم الضرر الذي تسببه الغيبة، فإنها تُدمر العلاقات، وتزرع بذور الكراهية بين الناس.

أسباب انتشار الغيبة:

  • ضعف الإيمان بالله.
  • الحسد والحقد.
  • الرغبة في التباهي والتفاخر.
  • قلة الوعي بخطورة الغيبة.

كيفية تجنب الغيبة:

  • التزام الصمت وعدم التحدث في غيبة الآخرين.
  • استبدال الكلام السلبي بالكلام الإيجابي.
  • النصح والإرشاد لمن يقع في الغيبة.
  • تجنب مجالسة الأشخاص الذين يكثرون من الغيبة.

الخلاصة

إن الغيبة من آفات اللسان الخطيرة التي يجب تجنبها بكل السبل. إنها تُدمر العلاقات الاجتماعية وتُفسد القلوب. علينا أن نحرص على سلامة ألسنتنا، ونبتعد عن كل ما يُثير النميمة والغيبة. لتكن قصة أصدقائنا الثلاثة عبرةً لنا، ودافعاً لنا لنبني علاقاتنا على أسس من المودة والاحترام، بعيداً عن شرور الغيبة والنميمة. فاللسان سلاح ذو حدين، فليكن لنا حصناً منيعاً لا سلاحاً مدمراً.
تعليقات