قصة عن افة من آفات اللسان ، النميمة

قصة عن آفة من آفات اللسان

قصة

نعم، للسان آفاتٌ كثيرة، فكثيرًا ما يكون سبباً في مشاكلٍ عظيمة، نتيجة سوء استخدامه. فما هي أشد هذه الآفات وأخطرها؟ قصةُ ما يلي توضح ذلك.

في قريةٍ صغيرةٍ هادئةٍ، عاش رجلٌ يُدعى خالد، كان يُعرفُ بلسانهِ السليط، فكانَ يُحبُّ النميمةَ ونقلَ الأخبارِ من هنا إلى هناك، دونَ تمييزٍ بينِ الحقِّ والباطل. كانت كلماتهُ كالسهامِ تُصيبُ القلوبَ وتُحدثُ الشقاقَ بينَ الناس.
لم يكن خالدُ يُدركُ خطورةَ ما يفعله. كانَ يعتقدُ أنَّ نقلَ الأخبارِ هوَ مجردُ تسليةٍ، ولكنَّهُ لم يُدركْ أنَّهُ يُدمرُ علاقاتِ الناس ويثيرُ الفتنَ بينهم. فقد كانت كل كلمةٍ ينطق بها تزرع بذورَ الشكِّ والعداءِ في قلوبِ الآخرين.
ذات يوم، نقلَ خالدُ كلاماً سيئاً عن امرأةٍ تُدعى ليلى، مُبالغاً فيهِ وتشويهِ سمعتها بشكلٍ مُقصود. أدى ذلك إلى حدوثِ خلافٍ كبيرٍ بين ليلى وجيرانها، وانقطعَ التواصلُ بينهم لفترةٍ طويلة. أيقنَ خالدُ حينها حجمَ الضررِ الذي أحدثهُ بلسانهِ.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد انتشرتْ النميمةُ كالنارِ في الهشيم، مُسببةً خلافاتٍ عديدةً بينَ أهلِ القرية. فقد ساءت العلاقات، واختلط الحق بالباطل، وتم تدمير الثقة بين أفراد المجتمع.

بعد أن رأى خالدُ عواقبَ أفعالهِ، ندمَ ندمًا شديدًا، وتوبَ إلى الله تعالى، وعزمَ على إصلاحِ ما أفسده. بدأَ يُحسنُ استخدامَ لِسانهِ، ويُركزُ علىَ الكلامِ الطيّبِ المُفيد.
بدأ خالد يتجنب النميمة.
بدأ يُكثر من الكلام الطيب.
بدأ يُصلح ما أفسده من علاقات.
تُعتبر قصةُ خالدِ دليلاً على خطورةِ آفةِ اللسانِ، وخاصةً النميمة. لذلك، علينا أن نحرصَ على حسنِ استخدامِ ألسنتنا، ونتجنبَ الكلامَ السيئَ الذي يُؤدي إلى إفسادِ العلاقاتِ وتدميرِ المجتمعات. فالكلمةُ الطيبةُ صدقة، والكلمةُ السيئةُ إثمٌ عظيم.

الخلاصة

تُظهرُ هذه القصةُ خطورةَ آفةِ اللسان، وخاصةً النميمة، وأنَّها تُؤدي إلى نتائجَ وخيمةٍ على الفردِ والمجتمع. يجبُ علينا جميعاً أن نحرصَ على حسنِ استخدامِ ألسنتنا، ونُركزَ علىَ الكلامِ الطيّبِ المُفيد الذي يُساهمُ في بناءِ مجتمعٍ مترابطٍ ومتماسك. فالكلامُ الطيبُ يُصلحُ بينَ القلوب، بينما الكلامُ السيئُ يُدمرُ العلاقاتَ ويُحدثُ الشقاقَ والفرقةَ.

تعليقات