بحث عن اشراط الساعة


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا    و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وبعد .
فقد شرح الله صدري للكتابة عن اشراط الساعة الصغرى والكبرى بشكل موجز وشامل بقدر المستطاع مما يجب الإيمان به لأخبار الصادق المصدوق – صلوات الله عليه – عنها والذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى .









* تعريف أشراط الساعة وأقسامها  :

معنى الشرط :
هو العلامة وأشراط الشيء أوائله ومنه شرط اللسان وهم نخبة أصحابه الذين يقدمهم على غيرهم من جنوده .
ومعنى الساعة لغة :
جزء من أجزاء الليل أو النهار وجمعها ساعات :
واصطلاحاً : الوقت الذي تقوم فيه القيامة وسميت بذلك لسرعة الحساب فيها أو لأنها تفجأ الناس في ساعة فيموت الخلق كلهم بصيحة واحدة .
فاشراط الساعة : هي العلامات التي تسبق يوم القيامة وتدل على قربها وقيل هي أسبابها التي تكون دون معظمها وقيامها وسميت القيامة ساعة إما لقربها فإن كل آت قريب وإما تنبيهاً على ما فيها من الكائنات العظام .

والساعة تطلق على معان ثلاث :
1 – الساعة الصغرى : وهي موت الإنسان فمن مات فقد قامت قيامته لدخوله عالم البرزخ  وهو أول عوالم الآخرة .
2 – الساعة تطلق ويراد بها موت أهل القرن الواحد فقد روي عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان الأعراب إذا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه عن الساعة حتى هي نظر إلى أحدث إنسان منهم – أي أصغرهم سناً – فقال :
(( إن يعش هذا لم يدركه الهر م حتى تقوم عليكم  ساعتك )) أي أنه لن يهرم هذا الشاب إلا وقد متم .
3 – الساعة الكبرى إذا أطلقت في القرآن فالمراد بها القيامة الكبرى .
قال تعالى : (  يسألك الناس عن الساعة ) أي القيامة وهي بعث الناس من قبورهم للحساب والجزاء .

وتقسم أشراط الساعة إلى قسمين :
1 – أشراط صغرى :- وهي علامات تتقدم الساعة الكبرى بأزمان متطاولة كقبض العلم وظهور الجهل وشرب الخمر والتطاول في البنيان إلى ما هنالك من علامات صغرى .
2 – أشراط كبرى :- وهي علامات كبرى تظهر قرب الساعة كظهور الدجال ونزول عيسى عليه السلام وخروج يأجوج ومأجوج .
وقد قسم العلماء أشراط الساعة من حيث ظهورها إلى ثلاثة أقسام :
1 – قسم ظهر وانقضى .
2 – قسم ظهر ولا يزال يتتابع ويكثر .
3 – قسم لم يظهر إلى الآن .





الفصل الأول

أشراط الساعة الصغرى

1 – بعثته صلى الله عليه وسلم ووفاته :
أخبر صلى الله عليه وسلم أن بعثته دليل وعلامة على قرب الساعة وأنه أول أشراط الساعة روى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : بإصبعيه هكذا الوسطى والتي تلي الإبهام
(( بعثت والساعة كهاتين )) ، وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم : (( بعثت في نسم الساعة )) .
قال القرطبي : أولها النبي صلى الله عليه وسلم لأنه نبي آخر الزمان وقد بعث ليس بينه وبين القيامة نبي .
أما وفاته صلى الله عليه وسلم فقد أخبر صلوات الله عليه أنها من أولى علامات قرب الساعة فقد قال صلى الله عليه وسلم لعوف بن مالك :
(( اعدد ستاً بين يدي الساعة موتى ثم فتح بيت المقدس ثم موتان يأخذ فيكم كعقاص الغنم ثم استفاضة المال حتى يعطي الرجل مائة دينار فيظل ساخطاً ثم فتنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتوكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا  عشر ألفاً )) انقطع الوحي من السماء وكان أول ظهور الفتن وارتداد العرب عن الإسلام ولذا فموت النبي صلى الله عليه  وسلم  .
ولقد كانت وفاته صلى الله عليه وسلم من أعظم المصائب التي أصابت المسلمين سابقاً ولاحقاً ومن أكبر الدواهي فقد أظلمت الدنيا في عيون الصحابة رضوان الله عليهم عند مماته عليه الصلاة والسلام ، قال أنس بن مالك رضي الله عنه : لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء فيها كل شيء فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء وما نفضنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيدي وأنا في دفنه حتى أنكرنا قلوبنا .
فبموته صلى الله  عليه وسلم انقطع الوحي من السماء وكان أول ظهور الفتن وارتداد العرب عن الإسلام ولذا فموت النبي صلى الله عليه وسلم أعظم المصاب في حياة المسلمين فعن عطاء بن أبي رباح عن النبي صلي الله عليه وسلم قال :
(( إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب )) .
وأثناء وفاته صلى الله عليه وسلم طاشت عقول الصحابة واختلطوا فمنهم من خبل ومنهم من أصمت ومنهم من أقعد حتى أن أبا بكر رضي الله عنه قال : لو أن موتك كان اختياراً لجدنا لموتك  بالنفوس .
وقد خاطبت السيدة فاطمة رضي الله عنها الصحابة الكرام لما دفن صلى الله عليه وسلم قائلة : (( كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب )) .
وروى أنها رضي الله عنها أخذت تربة من تراب الرسول صلى الله عليه وسلم وشمته ثم أنشدت تقول :
ماذا على من شم تربة أحمد      أن لا يشم مدى الزمان غواليا
صبت علي مصائب لو أنها              صبت على الأيام صرن لياليا
وعن أم سلمة رضي الله عنها أنها ذكرت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا لها من مصيبة ما أصابنا بعدها من مصيبة إلا هانت إذا ذكرنا مصيبتنا به صلى الله عليه وسلم .
2 – فتح بيت المقدس
من أشراط الساعة الصغرى فتح بيت المقدس لما ورد في الحديث السابق عن عوف بن مالك – رضي الله عنه - : اعدد ستاً بين يدي الساعة وذكر فيها
(( فتح بيت المقدس )) .
وقد فتحت بيت المقدس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في سنة ست عشرة من الهجرة النبوية وفتحها وطهرها من اليهود والنصارى وبنى فيها مسجداً في قبلة بيت المقدس ، وقد فتحت بيت المقدس مرتين مرة في زمن عمر بن الخطاب ومرة في زمن الدولة الأيوبية فتحها صلاح الدين الأيوبي رحمه الله وهناك فتحاً للقدس – إن شاء الله – في القريب العاجل على يد فئة مؤمنة تستحق نصر الله عز وجل .
3 – موتان كعقاص الغنم ( طاعون عمواس ) .
جاء في حديث عوف بن مالك رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم :
(( اعدد ستاً بين يدي الساعة )) وذكر فيه (( موتان يأخذ فيكم كعقاص الغنم )) .
فكان أن حدث في الأمة الإسلامية زمن الخليفة عمر بن الخطاب بعد فتح القدس انتشار مرض الطاعون ( الكوليرا ) في سنة ثمان عشرة للهجرة في أرض الشام فمات خلق كثير بلغ خمس وعشرون ألف رجل من المسلمين بينهم أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه .
4 – أخباره صلى الله عليه وسلم بمجيء الفتن :
الفتن جمع فتنة وهي الاختبار والابتلاء واستعملت في كل مكروه وقد أخبر صلوات الله عليه بمجيء الفتن العظيمة التي يلتبس فيها على المسلم الحق ، وكلما ظهرت فتنة قال المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف ويظهر غيرها .
ويراد بالقاعد الثابت لمكانة لا يتحرك لما يقع من الفتن بزمانه والمراد بالقائم : الداعي لإثارة الفتنة وتأجيجها والمراد بالساعي المسرع إليها ماشياً كان أو راكباً ومعنى الحديث جملة المباشر للفتنة .
وقوله فليكن كخير ابني آدم إشارة لطيفة أن هابيل المقتول ظلماً هو ابن آدم لا قابيل القاسي .
5 – موقعة صفين :
وقد صح عن الني صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(( لا تقوم الساعة حتى تقتل فئتان عظيمتان دعواهما          واحدة )) .
وهذه فتنة وقعت بين الصحابة رضوان الله عليهم بين فئة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وفئة معاوية رضي الله عنه وقد أخرج البزار بسند جيد عن زيد بن وهب قال : كنا عند حذيفة – رضي الله عنه – فقال : كيف أنتم وقد خرج أهل دينكم يضرب بعضهم وجوه بعض بالسيف ؟ قالوا : فما تأمرنا ؟ قال : انظروا الفرقة التي تدعو إلى أمر على فألزموها فإنها على الحق وقد وقعت الحرب بين الطائفتين في موقعة صفين في ذي الحجة سنة ست وثلاثين من الهجرة وقتل فيها من الطرفين نحو سبعين ألفاً من الصحابة والتابعين رضوان الله تعالى عليهم أجمعين وكان عدد جيش معاوية خمس وثلاثين ومائة ألف رجل وعدد جيش علي من أهل العراق عشرين أو ثلاثين ومائة ألف رجل ذكره
الزبير بن بكار. وتواترت الأخبار أن الفئة الباغية هي فئة معاوية رضي الله عنه وقد أخبر صلى الله عليه وسلم بقوله : (( تقتل عماراً الفئة الباغية )) وهو من أصح الأحاديث الواردة في هذا الموضوع .
6 – خروج أدعياء النبوة الدجالين :
ومن علامات الساعة خروج الدجالين الكذابين من أدعياء النبوة وعددهم يقارب من ثلاثين رجلاً كذاباً كلهم يدعي أنه نبي الله فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريباً من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله .
كما أخبر صلوات الله عليه من ظهور سبعة وعشرين منه أربعة نسوة كلهم يدعي أنه رسول الله فعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( في أمتي كذابون دجالون سبعة وعشرون منه أربعة نسوة وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي )) .
وقد خرج منهم في زمن الصحابة مسيلمة الكذاب والأسود العنسي وسجاح الكاهنة ، عن عبد بن الزبير مرفوعاً قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذاباً منهم مسيلمة والعنسي والمختار وشر قبائل العرب بنو أمية وبنو حنيفة وثقيف )) .
وظهر منهم في عصر التابعين رضي الله عنهم المختار الثقفي مدعياً النبوة ومنذ قرن تقريباً ظهر الميرزا عباس في إيران مدعياً النبوة في طهران عام 1233هـ وتوفي بفلسطين سنة 1309هـ وظهر في السودان محمود محمد طه وقد أضل كثير ثم أعدم عام 1985م ودجالون آخرون سيظهرون وأخرهم الدجال الأعور ، فعن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن بين يدي الساعة كذابين منهم صاحب اليمامة ومنهم صاحب صنعاء ومنهم صاحب حمير ومنهم الدجال وهو أعظمهم فتنة )) .

7 – شيوع الأمن والرخاء :
فقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنه لن تقوم الساعة حتى يأمن المسافر على ظعينة من العراق إلى مكة لا يخاف إلا قطاع الطريق وقد وقع هذا زمن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم حيث فتح المسلمون البلاد وعم الإسلام العباد .
فعن أبي هريرة الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تقوم الساعة حتى يسير الراكب من بين العراق ومكة لا يخاف إلا ضلال الطريق )) .
ويؤيد ما تقدم  قول النبي صلوات الله عليه لعدي بن حاتم : (( يا عدي هل رأيت الحيرة ، قلت : لم أرها وقد أنبئت عنها ، قال : فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله )) .
وسيكثر المال ويفيض ويعم العدل مكان الظلم والجور على زمن المهدي المنتظر وعيسى عليه السلام والله أعلم وإليه المنتهى .
8 – ظهور نار الحجاز :
من علامات الساعة التي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد خرجت نار من أرض الحجاز من جوار المدينة وقد حدثت هذه العلامة عام 654هـ هجرية .
قال العلامة ابن كثير متحدثاً عنها : كان ظهور النار من أرض الحجاز والتي أضاءت لها أعناق الإبل ببصرى كما نطق الحديث فقد أخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى )) وقيل أن النار بقيت ثلاثة أشهر وكان نساء المدينة يغزلن على ضوئها .
قال أبو شامة – واصفاً الواقعة - : لما كانت ليلة الأربعاء ثالث جمادي الآخرة أربع وخمسين وستمائة ظهر بالمدينة المنورة دوي عظيم ثم زلزلة رجفت منه الأرض والحيطان والسقوف والأخشاب والأبواب ساعة بعد ساعة إلى يوم الجمعة من الشهر المذكور ثم ظهرت نار عظيمة في الحرة قريبة من بني قريظة نبصرها من دورنا من داخل المدينة وكأنها عندنا نار عظيمة سالت أودية بالنار إلى وادي شظا مسيل الماء
وهي ترمي بشرر كالقصر .
قال النووي : وقد خرجت في زماننا نار بالمدينة سنة أربع وخمسين وستمائة وكانت نار عظيمة من جانب المدينة الشرقي وراء الحرة تواتر العلم بخروجها عند جميع الشام وسائر البلدان وأخبرني من حضرها من أهل المدينة .
وقد أكد ذلك الحافظ ابن حجر بقوله : والذي ظهر لي أن النار المذكورة هي التي ظهرت بنواحي المدينة كما فهمه القرطبي وغيره .
9 – ظهور شرطة أخر الزمان وأعوان الظلمة :
ومن علامات الساعة التي أخبر بها نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ظهور صنف من الناس هم من أهل النار وهم الشرطة أعوان الملوك الظلمة الذين يجلدون الناس بالسياط التي تشبه أذناب البقر من السياط الكهربائية والمطاطية وغيرها فعن أبي أمامه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( يكون آخر الزمان رجال معهم سياط كأذناب البقر يغدون في سخط الله ويروحون في عقبه )) .



ومن علامات الساعة الصغرى ما يلي :-

1 – كثرة الهرج (( القتل )) .
2 – ضياع الأمانة ورفعها من القلوب .
3 – اتباع سنن الأمم الأخرى .
4 – ولادة الأمة ربتها .
5 – ظهور النساء كاسيات عاريات .
6 – تطاول الحفاة العراة رعاء الشاء .
7 – تسليم الخاصة وفشو التجارة .
8 – كثرة الشح والفحش وقطيعة الرحم .
9 – عدم المبالاة بمصدر المال .
10 – مجيء زمان لا يبقى أحد إلا أكل الربا .
11 – ظهور المسخ والخسف والقذف .
12 – استحلال الأمة الحر والحرير والخمر .
13 – نزول البلاء الشديد من السلطان بالأمة .
14 – مجيء زمان يتمنى الرجل أن يكون بقبر أخيه .
15 – مجيء زمان يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً .
16 – الصابر على دينه كالقابض على الجمر .
17 – تباهي الناس بالمساجد .
18 – مطر لا تكن من بيوت المدر .
19 – كثرة الكتابة وانتشارها .
20 – كثرة الجهل والقراءة والتماس العلم عند الأصاغر .
21 – موت الفجأة .
22 – إمارة السفهاء .
23 – تقارب الزمان .
24 – اسعد الناس لكع بن لكع .
25 – فتنة تستنزف العرب .
26 – قتال المسلمين لليهود .
27 – إخباره صلى الله عليه وسلم إذا عملت الأمة خمس عشرة    خصلة .
28 – يحسر الفرات عن جبل من ذهب .
- تقارب الأسواق .
– تداعي الأمم على الأمة الإسلامية .
- ظهور فتن سبعة وتحذير النبي صلى الله عليه وسلم منها .
- مجيء زمان يخير الرجل بين العجز والفجور .
- تدافع الناس على الإمامة .
- تشبه الشيوخ بالشباب .
- صدق رؤيا المؤمن .
- عودة جزيرة العرب مروجاً وأنهاراً .
- ظهور ثلاث فتن الأحلاس والدهماء والدهيماء .
-  كثرة الكذب وشهادة الزور وكتمان الحق .
- مجيء زمان السجدة فيه تعدل الدنيا وما فيها .
- وقوع التناكر بين القلوب .
- انتفاخ الأهلة .
- مجيء زمان لا يبقى أحد إلا لحق بالشام .
- كثرة الصواعق .
- كثرة النساء وقلة الرجال .
- خروج رجل من قحطان تدين له الناس .
- لا تقوم الساعة حتى تتكلم السباع .
- لا تقوم الساعة حتى يدرس الإسلام .
- جيش يغزو البيت يخسف الله بأوله وآخره .
- الملحمة الكبرى وفتح القسطنطينية .











* أشراط الساعة الكبرى

العلامة الأولى : ظهور المهدي المنتظر عليه السلام :
ومن علامات الساعة إخباره صلى الله عليه وسلم بظهور المهدي المنتظر الذي سيخرج آخر الزمان وهو رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من أولاد فاطمة ومن نسل الحسن بن علي رضي الله عنه يؤيد الله تعالى به الدين ويتبعه المسلمون ويستولي على الممالك الإسلامية وينزل في آخر حياته عيسى عليه الصلاة والسلام ويأتم بالمهدي في صلاته ويعاصرهما ظهور الدجال حيث يتساعدان على قتله في مدينة لد في فلسطين وكذلك يظهر يأجوج ومأجوج وإليك البيان مفصلاً عن صفات المهدي وأحواله .
اسمه وصفته : عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تذهب – أو لا تنقضي – الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي بواطئ اسمه اسمي .

أحداث تحدث على زمان المهدي :
منها نزول عيسى عليه السلام ، عن أبي هريرة رضي الله عنه         قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم ))
(( فإذا نزل عيسى ينزل وقت صلاة وقد وصف المهدي الناس يأمهم فيقول لعيسى تعالى صلي لنا فيقول : لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمه الله هذه الأمة )) .
وبعد موت المهدي يحكم عيسى عليه السلام أربعين سنة وفي رواية خمس وأربعون سنة فيبطل الاعتقاد بالصليب والخنزير ولا يقبل الجزية من أحد ويعيش الناس في رغد وإخاء وسعة عيش .
ظهور الدجال من أصفهان واتباع اليهود والنصارى والمنافقين له والمسلمون يومئذ في فتح القسطنطينية بقيادة المهدي عليه السلام حيث يتركونها بعد فتحها ويعودون لدمشق فيشترك المهدي وعيسى على قتل الدجال فيقتله عيسى عليه السلام في مدينة لد بفلسطين ويقتل اليهود الذين معه .
خسف جيش بالبيداء : يلتجأ المهدي عائذاً بالبيت فيأمه جيش من الشام يريد الوقيعة به فيخسف الله الأرض بالجيش كرامة للمهدي ونصرة له فعن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هارباً إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعث إليه بعث من الشام فيخسف بهم البيداء بين مكة والمدينة فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب فيبعث إليهم بعثاً فيظهرون عليهم وذلك بعث كلب والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب فيقسم المال ويعمل في الناس بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ويلقى الإسلام بجرانه إلى الأرض فيلبث سبع سنين ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون .
2 – العلامة الثانية ظهور الأعور الدجال :
الدجال منبع الكفر وينبوع الضلال والفتن وهو أكبر فتنة تمر على العالم وما من نبي إلا أنذر أمته الدجال لعظم الفتن وإضلاله الناس عن عمران بن حصين قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
(( ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من          الدجال )) .
عن ابن عمر رضي الله عنهم قال أن رسول الله صلى الله  عليه وسلم قال :
(( بينما أنا نائم أطوف بالبيت فذكر أنه رأى عيسى بن مريم عليه السلام ثم رأى الدجال فوصفه فقال : فإذا رجل جسيم أحمر جعد الرأس أعور العين كأن عينه عنبة طافية ، قالوا هذا الدجال أقرب الناس به شبهاً ابن قطن رجل من      خزاعة )) .


* مكان خروج الدجال ومدة مكثه في الأرض وأتباعه  :
قال ابن حجر وأما من أين يخرج الدجال فمن قبل المشرق جزماً ثم جاءت روايتان أنه يخرج من خراسان وفي رواية أنه يخرج من أصبهان .
(( أما مدة مكثه في الأرض فيمكث في الأرض أربعين يوماً ففي حديث فاطمة بنت قيس قول الدجال : (( فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة فهما محرمتان علي      كلتاهما )) .
وعن النواس بن سمعان الكلابي رضي الله عنه قال : (( ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال وفي الحديث قلنا ما لبثه في الأرض قال : أربعون يوماً يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم فقلنا : يا رسول الله هذا اليوم الذي كسنة أتكفنيا فيه صلاة يوم وليلة قال : لا ، أقدروا له قدره ثم ينزل عيسى ابن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق فيدركه عند باب لد فيقتله )) .
* أما الفتن والخوارق التي تحصل عي يدي المسيح الدجال :
1 – معه نهران يجريان أحدهما ماءه أبيض والآخر نار تأجج فقد روي مسلم عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لأنا أعلم بما مع الدجال معه نهران يجريان أحدهما رأي العين ماء أبيض والآخر رأي العين نار تتأجج فأما أدركن فليأت النهر الذي يراه ناراً فليغمض ثم ليطأطي رأسه فيشر منه فإنه ماء بارد )) .
2 – سرعته في الأرض واستلاله الناس .
3 – يأمر السماء فتمطر والأرض أن تنبت ويأمر الخربة أن تخرج كنوزها .
4 – قتل الرجل وإحياؤه : وفي تتمة حديث مسلم قال : (( ثم يدعو رجلاً ممتلئاً شباباً فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك )) .

* البلاد التي يمنع الدجال من دخولها :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها ثم ترتجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فيخرج إليه كل كافر ومنافق )) .
* من يقتل الدجال وما مصير اتباعه :
وفي الحديث : (( بينما الجيوش الإسلامية يعدون للقتال ويسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة ينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فأمهم فإذا رآه عدو  الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لانذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته )) .
* الآيات التي تعصم المؤمنين من فتنة المسيح الدجال :
1 – منها التمسك بالإسلام والتحقق بالإيمان .
2 – التعوذ من فتنة الدجال وخاصة في الصلاة فقد ورد أن رسول الله صلى الله  عليه وسلم كان يدعو في الصلاة : (( اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال )) .
3 – حفظ فواتح سورة الكهف :
لما رواه مسلم من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال )) .
4 – الفرار من الدجال وسكن المدينة أو مكة :
فعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( من سمع بالدجال فلينأ عنه فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات أو لما يبعث به من الشبهات )) .
* العلامة الثالثة : نزول عيسى عليه السلام :
1 – حياة عيسى عليه السلام وأوصافه وأدلة نزوله :
قال تعالى : { وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقيناً بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً } .
أما أوصافه التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد جاء في السنة صفته أنه عليه السلام رجل مربوع القامة ليس بالطويل ولا بالقصير أحمر جعد عريض الصدر سبط الشعر كأنما خرج من ديماس (( أي حمام )) له لمة قد رجلها تملأ ما بين منكبيه .
* صفة نزوله عليه السلام والأدلة على ذلك :
إذا خرج الدجال من خراسان وشاعت فتنة حتى ملأت الأرض ينزل الله تعالى عيسى عليه السلام عند المنارة البيضاء شرقي جامع دمشق بالشام وعليه مهرودتان واضعاً كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر الماء وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ وينزل فيجد المهدي والطائفة المؤمنة من حوله وينزل وقت صلاة العصر يصلي خلف المهدي قال ابن كثير في كتابه النهاية : وقد رأيت في بعض الكتب أن ينزل على المنارة البيضاء شرقي جامع دمشق فلعل هذا هو المحفوظ .
أما الأحداث التي تجري في زمانه فقد سبق منها قتله للمسيح الدجال في مدينة لد بفلسطين والروايات السابقة وضحت ذلك ويظهر في زمانه يأجوج ومأجوج فيدعو نبي الله عيسى عليه السلام عليهم فيرسل الله عليهم دوداً من أعناقهم فيصبحون موتاً كنفس واحدة ويدعو عليهم أيضاً فيرسل الله طيوراً تحمل جثثهم وتقذفها في البحار حيث شاء الله )) .
وأما وفاته فتكون في المدينة المنورة على ساكنها أزكى الصلوات وأتم التسليمات حيث يصلى عليه ويدفن بالحجرة النبوية .
ومن علامات الساعة الكبرى ما يلي :
1 –ظهور يأجوج ومأجوج .
2 – وقوع الخسوف الثلاث .
3 – ظهور الدخان .
4 – طلوع الشمس من مغربها .
5 – خروج دابة الأرض .
6 – ذو السويقتين يهدم الكعبة .
7 – نار تسوق الناس لأرض المحشر .












* وقت قيام الساعة ووصفها

بعد مرور علامات الساعة الكبرى التي سبق ذكرها حيث لا يبقى رجل يقول الله الله ويبقى شرار الخلق كالحمر المستنفرة حثالة الناس حيث تقوم عليهم الساعة لقوله صلى الله عليه  وسلم  : (( ثم يبقى شرار الناس عليهم تقوم الساعة )) .
وقيام الساعة يكون يوم الجمعة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن أبيه هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه ادخل الجنة وفيه اخرج منها ولا تقوم إلا يوم   الجمعة )) .
أما عن وصف يوم القيامة فقد روي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من سره أن ينظر إلى يوم القيامة رأي العين فليقرأ إذا الشمس كورت وإذا السماء انفطرت وإذا السماء انشقت )) .
وقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( الشمس والقمر مكوران يوم القيامة )) .

الخاتمة

الحمد لله الذي بنعمته تمت الصالحات وأسأله عز وجل أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم وأن ينفع به المسلمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى إله وصحبه        أجمعين .

تعليقات