بحثنا اليوم يتمثل في يوم اليتيم ولكن ليس كيوم نتذكره فيه بل موضوعنا اليوم يحث على الاهتمام باليتيم طوال ايام السنة وجعله يشعر باحتوائنا الكامل له
..
1- التعريف باليتم واليتيم .. ما اليتم..؟ ومن هو اليتيم.؟اليتم في اللغة؛ هو الانفراد. فمن فقدأباه في الناس فهو يتيم، ولا يقال لمن فقد أمه يتيم؛ بل منقطع. اما من فقد أباهوأمه معاً؛ فهو (لطيم). وهذا التدرج في وصف الانفراد الذي هو اليتم؛ من اجل دلائلالبلاغة في اللغة العربية؛التي لا تجاريها فيها أي لغة أخرى. لأن لفظ (يتيم)؛ أخفوقعا على السمع من لفظ (منقطع)، لأنه يعبر عن حالة اخف من اخرى؛ كما ان (يتيمومنقطع) أخف من (لطيم)؛ فماذا يعني (الانقطاع واللطم) إذن..؟الانقطاع هوالانقسام والانفصال والفرقة. ولاشك ان من فقد أمه؛ فإن بؤسه اشد من فقده لوالده؛ذلك ان دور الام؛ يفوق دور الأب في الحضانة والرعاية، وهذا يفسره قول الرسول صلىالله عليه وسلم: (.. أمك ثم أمك ثم أمك؛ ثم أبوك).
أما (اللطم)؛ فهو ضرب الخدوالوجه حتى تتضح الحمرة، وفي هذا تعبير عن الحسرة واليأس وعمق الجراح، نتيجة فقدالأب والأم معا. وهذه حالة اعظم من اليتم بفقد الأب؛ والانقطاع بفقد الأم.
إنالولد لا يدعى يتيما بعد بلوغه ومقدرته على الاعتماد على نفسه، اما الجارية فهييتيمة حتى يبنى بها. قال تعالى: (وآتوا اليتامى أموالهم). هذا؛ إذا آنستم منهمرشدا. وقد تلازمهما التسمية بعد ذلك (مجازا)، فالرسول صلى الله عليه وسلم ظل يسمىيتيم أبي طالب، لأنه رباه.
وصورة اليتم في المجتمع؛ مكونة رئيسة في نسيجه العاممنذ ان خلق الله الخلق، لأن النوازل والفواجع تَكِرّ كر الليالي والأيام ولا تتوف،وما يخفف من قسوة الحالة وبشاعة الصورة؛ هو ذلك التكافل الاجتماعي التعاوني، الذيأرست قواعده الشريعة الاسلامية السمحة؛ فجاء تعزيز الأمر برعاية اليتامى وحفظحقوقهم المشروعة؛ وتربيتهم وتهيئتهم للحياة؛ في القرآن الكريم في (23) مرة بلفظ؛ (اليتم واليتيم واليتيمة والأيتام واليتامى).
وما دام اليتم بهذه الصورة؛ ومكانته فيالمجتمع معروفة؛ فهذا المجتمع نفسه؛ يتحمل المسؤولية كاملة؛ بأن يتضامن ابناؤهويتعاضدوا فيما بينهم، افرادا وجماعات، حكاما او محكومين؛ على اتخاذ كافة المواقفالايجابية التي تكفل رعاية الأيتام، بدافع من شعور وجداني عميق، ينبع من أصلالعقيدة الاسلامية، ليعيش اليتيم في كفالة الجماعة،
إن وسائل التكافلالاجتماعي كثيرة، على ان اهمها علي الاطلاق؛ هو الإنفاق في وجوه الخير، فالشريعةالاسلامية حثت على هذه الخيرية؛ وحذرت من الشح والبخل، وجعلت في أموال الموسرينوالأغنياء حقا معلوما للفقراء واليتامى والمساكين.
فالرسول صلى الله عليه وسلم؛حض على كفالة اليتيم، وأمر بوجوب رعايته، وبشر كفلاء اليتيم
وروى الإمام احمد وابن حبان، عن النبي صلى الله عليه وسلمأنه قال: (من وضع يده على رأس يتيم رحمة به؛ كتب الله له بكل شعرة مرت على يدهحسنة).
وقد درج المسلمون منذ عهودهم الاولى؛على افتتاح الدور لرعاية الأيتام، لتتولى المؤسسات الاسلامية العامة والخاصة؛ تربيةالأيتام ورعايتهم والإنفاق عليهم، ومساعدتهم على النمو الطبيعي، والحياة الإيجابيةفي المجتمع.
يقولون في كمبوديا: بأن يتيم الأب أشبه بالبيت بلا سقف. ولكن مجتمعنا العربي المسلم والحمد لله؛ هوالسقف الذي يظلل الأيتام في بلادنا.
وأحسن وجه فيالورى وجه محسن .. وأيمن كف فيهمُ كف منعم
1- فضل كافل اليتيم
أيها الأحبة
هل تريدوا أن تكونوا رفيقاء النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة؟
في (23) آية قرآنية. وتكرر ذكر ذلك فيالحديث النبوي الشريف مرات كثيرة.
وتعيش الجماعة بمؤازرة هذااليتيم؛ المنسجم معها في سيرها نحو تحقيق مجتمع افضل.
؛ أنهم ان احسنوا الىاليتامى؛ سيكونون معه في الجنة. عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلىالله عليه وسلم: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا.. وأشار بالسبابة والوسطى، وفرقبينهما) رواه البخاري.
ورعاية الأيتام واجبة في الأصل على ذوي الأرحام والاقارب، اما الدولة؛فإنها لا تلجأ الى الرعاية إلا عند الحاجة.
وفي بلادنا الحبيبة؛ امتثال لهذا الواجب الرباني، وتمثيل حي لما أمربه المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولما اخذ به الخلفاء والصحابة رضوان الله عليهماجمعين، وما سار عليه أتباعهم من بعدهم عبر مئات السنين، من كفالة اسرية اجتماعية (مؤسساتية) للأيتام؛ كانت وما زالت من علامات التحضر والتمدن في المجتمعاتالاسلامية. فيوجد دور كثيرة لرعاية الايتام في مناطق ومدن المملكة، تشرف عليهاالدولة، واخرى اهلية تقوم على خيرية المحسنين الموسرين، الذين اعطاهم الله وأغناهم؛ولكن جعل في اموالهم هذه؛ حقوقا متوجبة الأداء للسائلين والمحرومين والمقطوعينواليتامى.
وابناء المملكة على العموم؛ ضربوا اروع الامثلة في هذا المجال الخيري؛فهم في كل ميدان يقرب الى الله؛ لهم سهم نافذ؛ وقدح معلى، وحصتهم اكبر، فعموابفضلهم من هم في حاجة إليه، سواء في داخل المملكة أم خارجها.
وشاعرنا المتنبي يقول في هذا:
هل تريدوا أنتكسبوا مئات الحسنات بعمل يسير جدا؟
إذا أردت ذلك كله فكن لليتيم مكان والده ،أحسن إليه ، اقترب منه ، ابتسم له ، امسح رأسه ، طيب خاطره ، أدخل البسمة على روحهالظامئة.
الإحسان إلى اليتامى من أعظم البر:
لقد أمر الله تعالىبالإحسان إلى اليتيم غي أكثر من آية من كتابه الكريم فقال الله عز وجل: ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناًوَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى) (النساء: من الآية36).
وقال عز وجل: ( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْتُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ) (البقرة: من الآية220).
وقد جعل الله تعالىالإحسان إلى اليتامى قربة من أعظم القربات ونوعا عظيما من البر، فقال(لَيْسَالْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّالْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِوَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَىوَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَالصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواوَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَالَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (البقرة:177) .
أمارسول الله صلى الله عليه وسلم فقد بلغ من عنايته باليتيم أن بشر كافليه بأنهمرفقاؤه في جنة عرضها السموات والأرض حين قال : ” أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ” وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئا.وقد قال ابن بطال: حق على من سمع هذاالحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ، ولا منزلة أفضلمن ذلك.
كما بشر النبي من أحسن إلى اليتيم ولو بمسح رأسه ابتغاء وجه اللهبحسنات كثيرة حين قال: ” من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرتعليها يده حسنات ، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنةكهاتين“.
في الإحسان إلى اليتامى نجاة:
نعم فأهوال القيامة العظيمةوكرباتها الشديدة قد جعل الله لكافل اليتيم منها نجاة ومخرجا : (فَلا اقْتَحَمَالْعَقَبَةَ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ . فَكُّ رَقَبَةٍ .أَوْ إِطْعَامٌفِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ . يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ) (البلد:11- 15) .
الحن على اليتامى يذهب قسوة القلب:
فقد شكا رجل إلى النبي صلىالله عليه وسلم قسوة قلبه فأوصاه أن يمسح رأس اليتيم.
ومدح النبي نساء قريشلرعايتهن اليتامى: ” خير نساء ركبن الإبل نساء قريش ،أحناه على يتيم في صغره ،وأرعاه على زوج في ذات يده“.
ولما مات جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه تعهدالرسول أولاده وأخذهم معه إلى بيته ، فلما ذكرت أمهم من يتمهم وحاجتهم ، قال: ” العيلة ( يعني الفقر والحاجة) تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنياوالآخرة“.
رعاية مال اليتيم:
أوصى الله تعالى بالإحسان إلى اليتيمالذي ترك له والده مالا برعاية هذا المال وتنميته وتثميره وعدم الاعتداء عليه بأيصورة من الصور ، فقال : (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَأَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ) (الأنعام: من الآية152). وقال : ( وَلاتَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَأَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً) (الإسراء:34).
ولا يمنع هذا ولي اليتيم إن كان فقيرا أن يأكل من مال اليتيمبالمعروف لقوله تعالى: (وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَفَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاتَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيّاًفَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَادَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِحَسِيباً) (النساء:6).
المفهوم الصحيح للكفالة:
يظن كثير من الناس أنكفالة اليتيم تعني فقط النفقة عليه ، وهذا لا شك فهم قاصر بالرغم من عظم ثوابالنفقة في ذاتها إلا أن مفهوم الكفالة أوسع من ذلك ، وحتى لا نبتعد كثيرا ننقل هناكلاما قيما للعلامة ابن حجر رحمه الله عند كلامه على قول النبي أنا وكافل اليتيم فيالجنة،فيقول: قال شيخنا في “شرح الترمذي” : لعل الحكمة في كون كافل اليتيم يشبه فيدخول الجنة أو شبهت منزلته في الجنة بالقرب من النبي صلى الله عليه وسلم أو منزلةالنبي .. لكون النبي شأنه أن يبعث إلى قوم لا يعقلون أمر دينهم فيكون كافلا لهمومعلما و مرشدا ، وكذلك كافل اليتيم يقوم بكفالة من لا يعقل أمر دينه بل و لا دنياه , ويرشده و يعلمه و يحسن أدبه , فظهرت مناسبة ذلك .
فاليتيم المكفول يتأثرتأثرا مباشرا بكافله و بشخصيته ومما يأخذه منه .
وأخيرا:
فإن كفالةاليتيم طريق إلى الجنة قصير ،
كما قال الله عز وجل: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَعَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً.إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِاللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً. إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَايَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً. فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِوَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً. وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةًوَحَرِيراً)
3- قصة تملأ القلب نورا
قال أحد السلف: كنت في بداية أمري مكبا على المعاصي، وشرب الخمر، فظفرت يوما بصبي يتيم فقير، فأخذته وأحسنت إليه، وأطعمته، وكسوته، وأدخلته الحمام، وأزلت شعثه، وأكرمته كما يكرم الرجل ولده بل أكثر، فبت ليلة بعد ذلك، فرأيت في النوم أن القيامة قد قامت، ودُعيت إلى الحساب، وأُمر بي إلى النار لسوء ما كنت عليه من المعاصي، فسحبتني الزبانية ليمضوا بي إلى النار، وأنا بين أيديهم حقير ذليل يجرونني سحبا إلى النار، وإذا بذلك اليتيم قد أعترضني بالطريق وقال: خلوا عنه يا ملائكة ربي حتى أشفع له إلى ربي، فإنه قد أحسن إليّ وأكرمني، فقالت الملائكة: إنا لم نؤمر بذلك، وإذا النداء من قبل الله تعالى يقول: خلوا عنه فقد وهبت له ما كان منه بشفاعة اليتيم وإحسانه إليه. قال فاستيقظت وتبت إلى الله عز وجل، وبذلت جهدي في إيصال الرحمة إلى الأيتام.
فيا إخواننا، هيا بنا نبذل جهدنا لإيصال الرحمة إلى الأيتام، فلعل الله أن ينفعنا بدعواتهم وشفاعتهم لنا يوم القيامة.
فلنُسرع الخُطا إلى هذا الخير، ولسان حال كل واحد منا (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) -طه:84-.
4-يُتم النبي صلى الله عليه وسلم
كان تشريفا لكل يتيم إلى قيام الساعةلقد اعتنى الإسلام بحق اليتيم منذ اللحظة الأولى للرسالة، بل لقد كان صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم يتيما، فكان يُتمه تشريفا في حق كل يتيم إلى قيام الساعة، فلقد قال له الحق جل وعلا: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى) -الضحى:6-، أي ألم تكن يا محمد -صلى الله عليه وسلم- يتيما في صغرك فآواك الله إلى عمك أبي طالب، وضمك إليه؟، قال ابن كثير: وذلك أن أباه توفي وهو حملٌ في بطن أمه، ثم توفيت أمه وله من العمر ست سنين، ثم كان في كفالة جده عبد المطلب، إلى أن توفي وله من العمر ثمان سنين، فكفله عمه أبو طالب، ثم لم يزل يحوطه وينصره ويرفع من قدره، حتى ابتعثه الله على رأس الأربعين، ثم أوصاه الحق جل وعلا قائلا له: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ) -الضحى:9-، أي كما كنت يتيما فآواك الله، فلا تقهر اليتيم، أي لا تذله وتنهره وتُهنه، ولكن أحسِن إليه وتلطف به. قال قتادة: كن لليتيم كالأب الرحيم -تفسير ابن كثير:4/524-.
5- خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يُحسَن إليه
قال جل وعلا: (فَأَمَّا الإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِي كَلاَّ بَلْ لاَ تُكْرِمُونَ الْيَتِمَ) -الفجر: 15-17-.
أي أن الله عز وجل يعطي المال لمن يحب، ولمن لا يحب، ويمنع المال أيضا عن هذا وذاك، ولكن المدار في ذلك على طاعة الله في كل من الحالين، إن كان غنيا بأن يشكر، وإن كان فقيرا بأن يصبر، (بَلْ لاَ تُكْرِمُونَ الْيَتِمَ): فيه أمر بإكرام اليتيم، ولذا قال أنس بن مالك رضي الله عنه: خير البيوت بيت فيه يتيم يُحسَن إليه، وشر البيوت بيت فيه يتيم يُساء إليه، وأحب عباد الله إلى الله تعالى من اصطنع صنعا إلى يتيم أو أرملة
اضف تعليق لنستمر في جهدنا