اجري مقابلة مع احد الحرفين وأسأله عن العقبات التي واجهته وكيف تغلب عليها

اجري مقابلة مع احد الحرفين وأسأله عن العقبات التي واجهته وكيف تغلب عليها 


مقابلة "الطواش: تاجر اللؤلؤ بين النواخذة و المشترين 
الطواش: تاجر اللؤلؤ بين النواخذة و المشترين 

تلتصق المنطقة الشرقية بساحل الخليج العربي على امتدادات شاسعة هذه المنطقة الساحلية والمتنوعة في تضاريسها وخيراتها وعطائاتها شكل البحر جزءا من هويتها وثقافة أهلها.
البحر كان يوما مصدر الرزق الوحيد الى جانب نخيل الاحساء والقطيف كان يتقن أهالي المنطقة ليس السباحة والغوص لاستخراج ثرواته بل كانت لهم لغتهم الخاصة في الحديث معه ارتبطوا به حتى صار مكانا للتسلية وفي بعض الأحيان...المثوى الأخير. 
عشقوا البحر وقابلهم بالخير والعطاء،في هذه الصفحة نتناول بحر وبر المنطقة الشرقية مبتدئين بأمواجه وسواحله وفنون صيده والغوص فيه.. حكايات طويلة وآمال عريضة جمعت البحر مع محبيه. ( الطواش) ذلك التاجر الذي ينقل كنوز خليجنا العزيز لمن يقدرها فينتعش بذلك اقتصاد من يقتاتون على مهنة صيد اللؤلؤ.
يقول العم خليفة عبد الرحمن الحمد: إنه ورث المهنة عن أبيه وأن مهنة الطواش تنقسم إلى طواش البحر وهو من يتلقى البحارة ونوخذتهم على الشاطئ ونوخذة البر وهو من تتم صفقاته مع طواش البحر إما في بيته أو في القهوة الشعبية أما اللؤلؤ فيصنف حسب حجمه إلى دانة ثم حصبة راس ثم بطن ثم ذيل ثم سحتيت وأما وزنه فيقاس بالمثقال.
مهنة الطواش
وأضاف أنه يتطلب كل من يقوم بهذه المهنة أن يكون عالماً بأوزان اللؤلؤ وتقدير أثمانه، إلى جانب معرفته بأسعار اللؤلؤ في السوق المركزي أولاً بأول، ولا يلزم أن يكون متعلماً، إنما يكفيه أن يكون ملماً بالمسائل الحسابية التي تعتمد على الذهن والفطنة، ويلزم للطواش أن يكون مصطحباً معه أدوات الوزن المعروفة لدى تجار اللؤلؤ.
وذكر أن الطواش يعتبر رئيس فريق العمل الذي معه في السفينة التي ينتقل بها، وهو المسئول عن بدء السفر وانتهائه، وتحديد المدة التي يمكث فيها خلال هذا السفر.
مهام الطواش
ويقول الحمد: إن من مهام السفر إلى مغاصات اللؤلؤ حيث توجد سفن الغوص هناك، ويكون ذلك بعد سفر الغواصين بشهر تقريباً، كي يتمكن الغواصون من جمع كمية من اللؤلؤ، ولكي يكون على دراية بأسعار اللؤلؤ التي تصل إلى التجار من الأسواق المركزية، خاصة من البحرين ودبي والهند وسيلان،و التنقل بين سفن الغوص بواسطة قارب صغير خفيف الحركة، وذلك للالتقاء بالنواخذة ومعاينة ما لديهم من لؤلؤ تمهيداً للتفاوض عليه،و عقد الصفقات التجارية لشراء كميات اللؤلؤ خاصة الأحجام الكبيرة منه،بالإضافة إلى إمداد سفن الغوص المحتاجة إلى مواد تموينية متوافرة لديه بعد الاتفاق بين الطرفين حول شراء اللؤلؤ المعروض للبيع مقابل ذلك،و نقل وتوصيل ما يبعثه الغواصون لذويهم أثناء رحلة الغوص على طريقة النقل البريدي في الوقت الحاضر.
وأضاف: إن تاجر لؤلؤ يعتبر الطواش من الدرجة الثانية نظراً لعدم امتلاكه رأس مال كبير من ناحية، ولعدم قدرته على شراء كافة اللؤلؤ الموجود لدى سفن الغوص من ناحية ثانية، ومن ناحية ثالثة قد لا يستطيع شراء لؤلؤة كبيرة مثل (الدانة) أو (الحصباة) إذا عرضت بثمن مرتفع، لهذه الأسباب يصنف الطواش على أنه من التجار الصغار.
وذكر أن مهنة (الطواش) كان يحتل صاحبها مركزاً اجتماعياً واقتصادياً مشهوراً، مما جعل بعض الأسرار والعوائل في المنطقة في تاريخ الغوص ترحب بتزويج بناتها من طبقات معينة في المجتمع كالنواخذة والطواويش والتجار.
يروي لنا العم خليفة عن موسم الغوص فيقول: في كل موسم غوص يتأهب الطواشون لممارسة عملهم في موسم الغوص و يذهبون في سفنهم الخاصة الكبيرة إلى مغاصات اللؤلؤ «الاهيرات» في مياه المنطقة وذلك لبيع وشراء اللؤلؤ ولزيارة أصدقائهم الطواشين والاضطلاع على أسواق اللؤلؤ في البلدان التي يزورونها وأيضا للتزود في المؤن هذا بالنسبة للطواشين الكبار.
أما الطواشون الصغار فيذهبون بسفن صغيرة إلى المغاصات وتسمى « تشاله « بكسر التاء وتشديد الشين وهي من النوع الذي يستخدم في نقل الحمولة وفي بعض الأحيان يتشارك طواشان أو ثلاثة في سفينة واحد للاقتصاد في المصرف ويحمل الطواشون معهم الرز « العيش « والسكر والتمر ونحو ذلك لبيعه على الغواصين بربح.
سفن الطواشين 
الحياة في سفن الطواشين حياة مريحة كما يقول الحمد حيث إن الطواش يتوافر له الأكل الطيب النظيف ويأكلون وجبتين غداء وعشاء وفي كل سفينة طواشة يوجد طباخ وكانوا يحرصون على الطباخ الماهر ويكون الايدام من الأسماك الطازجة هذا بالإضافة إلى الماء النظيف العذب هذا إلى شربهم للقهوة والشاي كما يشاء بعض الطواشين وخاصة الكبار.
العشاء عند الطواش
يحرص الكثير من الطواشين على دعوة النواخذة لتناول الغداء حيث الغداء الطيب والماء البارد ويقوم كبار الطواشين بتوزيع الذبائح على أصحابهم من النواخذة ويكون كل طواش مرتبطا بعدد من النواخذة والغواصين الذين يدفع لهم الدراهم « يسقمهم » ليسافروا للغوص ويدفع الطواشون الكبار كثيرا لنواخذة الغوص و إذا اخذ النواخذة من الطواش مالاً يكون ملزماً له بأن يبيع ويحفظ اللؤلؤ له وحده.
أدوات الطواشين
يقول العم خليفة بعد أن يتم شراء اللؤلؤ تتم مرحلة تصفيته حسب حجمه ولونه واستدارته ويستخدم الطواشون قديما معدات خاصة بهم في صندوق من مكوناته:
الطوس: 
وهي أوعيه نحاسية دائرية الشكل بها فتحات مختلفة الأحجام حسب الطاسة و بها ثقوب يستخدمها الطواش لمعرفة وتصفية أحجام اللؤلؤ عن طريقة «غربلته » من طاسة إلى أخرى ويتم عزله على شكل مجموعات متساوية الحجم ثم تأتي مرحلة أخرى وهي انتقاء وعزل النوعيات الجيدة من ناحية استدارتها وصفاء اللون والجودة فإذا كان اللون مائلا للاحمرار تكون نوعية ممتازة ومن ثم يأتي من بعده النوعية المائلة للبياض إلى النوعية المائلة للاصفرار إلى درجة الرمادي فأسعارها تتدرج من النوعية الأولى والانواع الصغيرة الحجم تسمى«السحاتيت» فهي رخيصة الثمن ولا تباع بالواحدة إنما بالوزن لصغر حجمها.
الميزان: 
يستخدم للتعرف على أوزان اللؤلؤ وهو ميزان حساس للغاية وهو مخصص للؤلؤ ويحفظ في علبة نحاسية شكلها جميل والأوزان من النحاس أو حجارة العقيق وهذه النوعية من الأوزان يستخدمها كبار الطواشين وتعرف القطع الصغير باسم المثقال « المثاقيل ».
طريقة حسبة أوزان اللؤلؤ وتقدير أثمانه
تقدير قيمة اللؤلؤ وأوزانه
أشار إلى أن اللؤلؤ كجوهر من الجواهر النفيسة مثل الذهب والفضة وما شابههما، إلا أنه ينفرد عن هذه الجواهر في حساب قيمته ووزنه، ومن ثم معرفة ثمن كل لؤلؤة على حدة، وتقوم عملية تقييم هذا الجوهر على أسس ثلاثة وهي: 
الصنف: والمراد به ما يتعلق باللؤلؤ من حيث نوعه وشكله ولونه والخصائص الظاهرة كالبهاء والرطوبة والملمس، وذلك لتمييز كل لؤلؤة عن الأخرى عند تحديد الثمن.
الحجم: ويتم ذلك عن طريق تفريغ اللؤلؤ في أواني مخرمة تسمى (طوس) أو (طاسات) وكل لؤلؤة تبقى في الطاسة ولا تنفذ في ثقوبها يتحدد حجمها بحجم ثقب هذه الطاسة. ويتخذ تجار اللؤلؤ مجموعة طاسات لمعرفة أحجام اللؤلؤ المعروض للبيع، وقد وضعوا اصطلاحات لكل لؤلؤة تبقى في الطاسة، فاللؤلؤة التي تبقى في الطاسة الأولى تسمى (رأس ) وتعتبر لؤلؤة كبيرة الحجم، وهي لتي يقال عليها (الدانة أو الحصباة) عند الغواصين وتجار اللؤلؤ. 
واللؤلؤ التي بقيت في الطاسة الثانية تسمى (بطن)، ثم ينتقل بقية اللؤلؤ إلى طاسة ثالثة، فاللؤلؤة التي تبقى فيها تسمى (الذيل).. ثم يغربل بقية اللؤلؤ في طاسة رابعة، وهي الطاسة التي تشتمل على فتحات صغيرة كأنها لقياس حجم اللآلئ الصغيرة جداً، والتي يطلق عليها (اليكة ).
وتشير الكتب التي تذكر هذا الموضوع إلى أن التجار قد حددوا قياس ثقوب كل طاسة بالبوصات، فطاسة رأس قطر فتحاتها (18% من البوصة )، وطاسة بطن (15% من البوصة )، وطاسة ذيل (13% من البوصة )، والطاسة الرابعة (11% من البوصة تقريباً ).
وهذه الطاسات تعتبر بمثابة المصافي والغرابيل أو المكاييل التي يعرف بواسطتها تجار اللؤلؤ أحجام اللآلئ لتحديد أوزانها وأثمانها.
الوزن: تحسب أوزان اللؤلؤ بالمثاقيل، وتقدر أثمانه حسب أسعار العملة التي تم التداول بها في السوق، كما يعتبر القياس وحدة تقدير لثمن اللؤلؤة التي قيست بغيرها من اللآلئ ذات الأحجام الكبيرة أو الوزن الأعلى.
وقال: إن تجار اللؤلؤ قد تعارفوا على مصطلحات لتقدير أوزان اللؤلؤ وتحديد أثمان هذه الأوزان، وفيما يلي قائمة بالأوزان المتعارف عليها بين تجار اللؤلؤ، وهي:
المثقال: يعادل (66) حبة ( وحدة وزن )،و الدوكرة: ويعادل (16) بدام (وحدة وزن)، و الجو: ويعادل (100) دوكرة، و الحبة: وتطلق على حبة القمحة التي يتألف من أعدادها المثقال، و الرتى: وحدة وزن (24) رتى تعادل مثقالاً واحداً، وأنه: وهي أصغر فكة في العملة وتعادل الفلس، و بدام: ويعادل (1/16) من الدوكرة، و باية: وحدة وزن للؤلؤ الصغير الحجم، و مزور: ويعادل (1/100) من الدوكرة.
ويلاحظ على هذه الأوزان أن بعضها خصص للؤلؤ الكبير الحجم أمثال: (الدانة، الحصباة، والمجهولة ) وذلك مثل: (الجو، الدوكرة )..وأن بعض هذه الأوزان للؤلؤ المتوسط الحجم (كالرتى، والمثقال ).. ثم تأتي بقية الأوزان للؤلؤ الصغير الحجم. 
وبموجب هذه الأوزان يتم تقدير الثمن، وقد يحدد قيمة وحدة وزن من الأوزان مثل (الجو) مثلاً فيتعارف عليه في الأسواق التجارية لبيع وشراء اللؤلؤ، أن قيمته (1000) روبية هندية، وعليه فإن اللؤلؤة التي يحدد وزنها (بالجو) تضرب عدد (الأجواء) في قيمة الجو الواحد.
ولا يمكن وزن اللؤلؤة (بالجو) إلا عن طريق المثاقيل والرتاتى والحبات، ولدى تجار اللؤلؤ قاعدة حسابية لمعرفة وزن اللؤلؤ بواسطة (الجو) فيرمز للجو بحرف (ج) ولعدد المثاقيل (ع )، ثم يربع عدد المثاقيل ويضرب الناتج في (330)، فتصبح القاعدة كالتالي: ج = ع2 ×330 = عدد (الأجواء) التي تزنها اللؤلؤة. 
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -