الشرك بالله واقسامه واسبابه وخطورته


بحث عن الشرك بالله

اقسام الشرك بالله

اسباب الشرك بالله

خطورة الشرك بالله


ظهر الشرك في البشرية في قوم نوح عليه السلام، وذلك بتعظيم رجال من الصالحين كانوا فيهم، فلما هلكوا أوحى إليهم الشيطان أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابًا وسمُّوها بأسمائهم، ففعلوا ولم تُعبد، حتى إذا هلك أولئك وتنوسي العلم عُبدَت. قال تعالى: {وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا}.

ولقد انتشرت عبادة الأصنام عند العرب، واتخذت كل دار منهم صنمًا من دون الله، وكان أول من أدخل تلك الأصنام إليهم عمرو بن لحي الخزاعي.

وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رأيت عمرو بن لحي الخزاعي يجر قصبه - أي أمعاءه - في النار، وكان أول من سيب السوائب، وغيَّر دين إبراهيم عليه السلام). [أخرجه البخاري].

ومن صنيعهم في ذلك الباب:

أن الرجل إذا سافر فنزل منزلاً أخذ أربعة أحجار، فنظر في أحسنها، فاتخذه ربًا، وجعل الثلاثة الباقية تحت قِدره، وإذا ارتحل ترك الحجر الذي كان يعبده، حتى إذا نزل منزلاً آخر فعل مثل ما فعل من قبل ذلك، وكانوا يتمسحون بالأصنام التي يعبدونها في سفرهم، فهي أول عهدهم وآخر عهدهم.

فضلاً عن ذلك، فقد اتخذوا مع الكعبة بيوتًا، يعظمونها كتعظيم الكعبة، وهذه البيوت لها سَدَنَة وحُجَّاب، ويُذبح لها ويطاف بها، ويُهدى إليها، ففي صحيح البخاري عن أبي رجاء العطاردي: (كنا نعبد الحجر، فإذا وجدنا حجرًا هو خير منه ألقيناه وأخذنا الآخر، فإذا لم نجد حجرًا جمعنا جثوة من تراب ثم جئنا بالشاة فحلبناه عليها، ثم طفنا به) [أخرجه البخاري في كتاب المغازي].

وهذا بلا شك من تلاعب الشيطان بالمشركين، فتارة يدعوهم إلى تعظيم الموتى، وأخرى يدعوهم إلى عبادة الشمس والقمر.

فلما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم ودعاهم إلى توحيد الله وعدم الإشراك به قالوا: {أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب}.

فالشرك إذن هو: أن يتخذ العبد إلهًا مع الله، يصرف له نوعًا من العبادة، أي يجعل له شريكًا في ربوبيته وألوهيته، يقول سبحانه: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله}.

فالمشركون لم يساووا أندادهم بالله في الخلق والتدبير والإحياء والإماتة، ولكن ساووا بينهما في الحب والخشية، والدعاء والخوف والرجاء، فهم لم يفردوه سبحانه بالعبادة، ولم يعبدوا الأصنام، ولكنهم زعموا أن أصنامهم تقربهم إلى الله عز وجل، يقول سبحانه عنهم: {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى}. فضلاً عن أنهم كانوا إذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين، فإذا أنجاهم سبحانه إلى البر إذا هم يشركون، فهم يشركون في الرخاء دون الشدة.

ينقسم الشرك إلى قسمين:

1) شرك أكبر: يُخرج من الملة.
2) شرك أصغر: لا يُخرج من الملة.

القسم الأول: الشرك الأكبر:

يُخلّد صاحبه في نار جهنم، ويُحبط عمله، ويُباح دمه، ولا يغفر الله لصاحبه إن مات على ذلك، والجنة حرام عليه، وهو بذلك أكبر الكبائر، وأعظم الظلم.

وفي ذلك جاءت نصوص في القرآن: قال تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}، {ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك}، {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة}، {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد}، {إن الشرك لظلم عظيم}.

وينقسم هذا النوع من الشرك إلى أربعة أقسام:

1) شرك الدعاء: قال تعالى: {فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون}.

2) شرك النية والقصد والإرادة: يقول سبحانه: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون}.

3) شرك الطاعة: يقول سبحانه: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله}. فمن أطاع من حرَّم ما أحلَّ الله وأحلَّ ما حرَّم الله فشركه شرك الطاعة.

4) شرك المحبة: يقول سبحانه: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله}.

القسم الثاني: الشرك الأصغر:

وهو الشرك الذي لا يُخرج صاحبه من الملة، ولكنه يُنقص التوحيد، وهو ينقسم إلى قسمين:

1) شرك ظاهر، سواء كان أقوالاً أو أفعالاً:

فالأقوال: كالحلف بغير الله، وقول المرء: ما شاء الله وشئت، وكذا قوله: توكلت على الله وعليك.

ففي الحديث أن رجلاً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ما شاء الله وشئت، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (أجعلتني ندًا لله، قل: ما شاء الله وحده).

أما الأفعال: فكلبس الحلق والخيط لرفع البلاء، وتعليق التمائم خوفًا من العين، وهذه إن اعتقد أنها أسباب لرفع البلاء فهذا شرك أصغر، أما إذا اعتقد أنها تدفع البلاء بنفسها فهذا شرك أكبر.

2) شرك خفي:
وهو يدخل في الباعث والإرادة والقصد، كالرياء والسمعة؛ كأن يعمل عملاً ما يتقرب به إلى الله ويريد ثناء الناس عليه، وكأن يُحسن صلاته لأجل أن يُمدح ويُثنى عليه.

والرياء إذا خالط العمل أبطله، يقول سبحانه: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا}.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر). قالوا: يا رسول الله وما الشرك الأصغر؟! قال: (الرياء).

ومن الرياء: العمل لأجل الطمع الدنيوي؛ كمن يعمل الطاعات لأجل الكسب المادي لا لأجل الله، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، إن أعطي رضي، وإن مُنع سخط). وهذا النوع قلَّ من ينجو منه، ولذلك قالوا: الإخلاص طريق الخلاص.

نسأل الله سبحانه وتعالى الإخلاص في القول والعمل، ونعوذ به سبحانه من أن نشرك به شيئًا نعلمه، أو نشرك به شيئًا لا نعلمه.
http://ipcblogger.net/hayat/files/2015/01/001-15.png

كلمات دلالية
بحث عن الكفر واقسامه
تقرير عن الكفر واقسامه
بحث عن الشرك واقسامه
بحث عن الكفر وأقسامه
بحث عن الشرك وأقسامه
بحث كامل عن الشرك واقسامه
بحث عن النفاق واقسامه
بحث عن الشرك بالله تعالى
بحث عن الشرك بالله وانواعه
بحث عن الشرك بالله doc
بحث عن الشرك بالله مع المراجع
بحث عن شرك بالله
تقرير عن الشرك بالله
بحث حول الشرك بالله
بحث عن خطورة الشرك بالله
بحث كامل عن الشرك بالله
بحث عن عدم الشرك بالله
بحث عن الشرك بالله
بحث عن مظاهر الشرك بالله
مقدمة بحث عن الشرك بالله
بحث مختصر عن الشرك بالله
موضوع عن الشرك بالله قصير
معلومات عن شرك بالله
بحث عن الشرك في عبادة الله
بحث علمي عن الشرك بالله
بحث عن النهي عن الشرك بالله
بحث جاهز عن الشرك بالله

الشرك بالله تعالى
الشرك بالله ظلم عظيم
الشرك بالله تعالى اسبابه ومظاهره




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-