بحث عن حقوق المساجد في الاسلام

حقوق المساجد

في الاسلام

http://algedra.ae/files/blog/mosque_interior/mosque_interior_cover.jpg


جعل الله سُبحانه وتعالى في الأرض له بُيوتًا يقصدها عبادَه للتعبّد والذِّكرِ والاجتماع على الخير ونشر كلِّ عِلم نافع وفضيلة، وقد ورد في الحديث القدسي: (قال اللَّهُ تعالى إنَّ بُيوتي في أرضيَ المساجِدُ وإنَّ زُوَّاري فيها عُمَّارُها فطوبى لعبدٍ تَطَهَّرَ في بَيتِهِ ثمَّ زارَني في بيتي فحَقٌّ على الْمَزورِ أن يُكرِمَ زائِرَهُ) رواه الزيعلي، في تخريج الكشَّاف، رقم: 2/57، وقال عنه: غريب. وقال الله سُبحانه وتعالى: (في بيوتٍ أَذِنَ الله أن تُرفعَ ويُذكَرَ فيها اسمُهُ يُسَبِّحُ له فيها بالغُدُوِّ والآصالِ * رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكر الله وإقامِ الصَّلاة وإيتاء الزَّكاةِ) سورة النور، 36-37. والمسجد لُغةً هو اسمُ مكان من فِعل سَجَدَ، وشرعًا فكل موضع من الأرض لقول النَّبي صلّى الله عليه وسلّم: (جُعِلتْ لي الأرضُ طَهورًا ومسجدًا) رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، رقم: 4/320، وقال عنه: إسناده جيّد. وهذا من خصائص أمّة سيّدنا محمد صلّى الله عليه سلّم، قال القاضي عياض: "لأنّ من كان قبلنا كانوا لا يصلون إلا في موضع يتيقنون طهارته، ونحن خصصنا بجواز الصلاة في جميع الأرض إلا ما تيقنا نجاسته". والمسجد اصطلاحًا هو مؤسسة دينيـة، اجتماعيـة، سياسـية، تربوية، اقتصادية ويُسمى مجازًا بدار العبـادة، يُؤدى فيها الصَّلوات الخمس جماعة بالإضافة إلى صلاة الجمعة، ويُطلـق على المسجد أيضًا اسم "جامع"، وخاصّة إذا كان كبيرًا.

عندما هاجر النَّبي محمد صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة المنورة، كان أوّل عمل قام به هو بناء المسجد، وذلك لأهميّته ودوره المهمّ في حياة المجتمع المسلم، وفي المفهوم الشرعي فإنّ المسجد هو مكان العبودية الخالصة لله سُبحانه وتعالى، حيثُ قال الله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) سورة الجن، 18. فبالتالي أحد أهم أدوار المسجد هي:(
العِبادة، وأداء الصّلوات الخمسة، والجُمعة وسائر الصلوات الجماعيّة، كصلاة العيد، والصلاة الكسوف، وغير ذلك و التعلّم وطلب العلم، ففي الحديث الشريف: (مَن غدا إلى المسجدِ لا يُرِيدُ إلَّا أن يتعلَّمَ خيرًا أو يُعلِّمَه كان له كأجرِ حاجٍّ تامًّا حجَّتُه) رواه الهيثمي في مجمع الزوائد، رقم: 1/128و نشر الثقافة العامّة بين النّاس، ونشر الفضائل والقِيم الصالحة و توثيق الروابط الاجتماعية، والتواصل بين أفراد المُجتمع، وقد كان قديمًا مكانًا لإعلان الزواج، وإيواء الفقراء. كان المسجد في العهد النبوي مقرّ الحُكُم والقضاء، ومقرّ صنع القرارات، وتسيير الجيوش، واستقبال الوفود. تربية الأطفال، وما يرافق ذلك من ترفيه لهم وألعاب. من هذه الأدوار السابقة للمسجد يتبيّن لنا عِظم جريمة تعطيل أي دور له، والذي يعكي نتائجه على الفرد وعلى المُجتمع، فقد قال الله سُبحانه وتعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-